رواية للكاتبة داليا الكومي
غيابها علي انه تكبر ...لكنهم لا يعلمون انها جبنت من مواجهتم لانها كانت تعلم جيدا كم كانت مذنبه .... حمدت الله انها من البدايه تجنبت طاولة خالتها منى كى لا تضطر الي الهرب منها بطريقه مفضوحه فهى لا تتحمل ان تجلس مع عمر وسيدتة الجديده علي نفس الطاوله....عادت الي طاولتها السابقه واختارت ابعد كرسي عن عمر وسيدته لكنها رغما عن ذلك سمعت تلك الفاتنه تتكلم بلهجه غير مصريه...لهجه خليجيه علي الارجح...سمعت عمر يناديها باسم نوف وهى تناديه بعمر دونما اي القاب....من الواضح ان علاقتهم وثيقه والدليل انها اصطحبها للزفاف ...هل سيتزوجها... قلبها خفق عندما وصلت لهذا الاستنتاج وتوقف تماما عندما سمعت ريما الخائڼه تبارك لهما علي الخطوبه الان اصبحت تنظر لنوف بحسد فهى تعلم ماذا يفعل عمر لحبيبته ...يهبها قطعة من السماء ويجعلها ملكة متوجه في قلبه...تمنت له السعاده في حياته المقبله فهذا اقل شيء تستطيع تعويضه به.... وكأن عمر كان ينتظر تهنئة ريما كى يجد حجة ويوجه الكلام لطاولتهم فنهض فجأه .. طنط لمياء ...طنط سوميه ...اعرفكم بنوف خطبيتى ...اكيد سمعتم عنها نوف صاحبة دار ماردينى للازياء ....سکين بارد غرز في قلبها مع كل حرف نطقه عمر ... كان يتحدث بفخر وهو يقدم خطيبته للعائله ... من لم يسمع عن دار ماردينى الاماراتيه للازياء ومصممتها الشهيره نوف الفطيم... في الحقيقه نوف اجمل منها بمراحل وبالطبع اغنى بمئات المرات ومع ذلك تنظر لعمر بهيام واضح وتعطيه الاحترام الذى يستحقه والذى لم تعطه اياه هى يوما ....عمر يعطيها درسا بعد درس ويضعها في مكانها الحقيقي ... اخبرها ان غرورها اكبر من القيمه التى تستحقها وهو معه حق تماما....انهالت التهانى والتبريكات من كل العائلة علي العروسين ...البوفيه لم يفتتح بعد فاقترحت خالتها لمياء ان يكون ايضا احتفال بخطوبة عمر مع فرح اسيل ....في لحظات تجمعت الطاولات احمد ساعد بهمه فهو يحتفل بعمر صاحب الفضل الاعظم الذى يطوق رقبته... حتى احمد خاڼها واحتفل بخطوبة عمر... الطاولات اصبحت متحده والكراسي نظمت حولها من جديد ... في النهايه وجدت نفسها تجلس مع عمر وخطيبته وعائلته علي نفس الطاوله علي الرغم من كل محاولاتها لتجنب ذلك... والدتها بحنان ووجهت له عتاب صامت كانت تخبره بعتاب لماذا وضعتنى في كفة واحده مع فريده واعتزلتنى انا ايضا .. الا تعلم انك قطعه غاليه من قلبي الاحاديث توالت بعذوبه ونوف اثبتت انها متحدثه لبقه ... كانت تتحدث بغنج ولهجتها الخليجيه تجعلها مميزة جدا ... اسيل وزوجها انضما الي طاولتهم وتركا الكوشه خاصتهم وطارق اقترح تقطيع كعكة الزفاف علي الطاولة امامهم احتفالا بخطبة عمر ... الجميع تأمرعليها... في لحظات استقرت الكعكه علي الطاولة العملاقه التى صنعوها ونهض طارق واسيل وعمر ونوف لتقطيعها... الان تلقت عقابها العادل علي كل ما فعلته لعمر ...مشاهدتها لخطبته بأعينها سبب لها الم فاق الاحتمال والامر المثير للشفقه انها مضطره لوضع قناع البرود كى تحافظ علي كرامتها ... فعمر يزدريها ولن تجنى من اظهارها للالم سوى التشفي ...متى تلجأ الي رحابة غرفتها لتبكى بصمت ...انه اسوء احتفال بعيد الميلاد قد يحتفل به أي شخص ....