السبت 23 نوفمبر 2024

ارض زيكولا1

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

حتى أفاق من ذكرياته وزفر زفرة قوية حين نظر إلى ورقة كبيرة علقھا على الحائظ
أسفل الثماني ورقات كتب عليها رفضت لنفس السبب.. والد منى المچنون.
كان خالد إن سمع كلمة مچنون دائما يتذكر والد منى.. ولا أعتقد أنه خالد فقط
بل جميع أهل البلدة.. ولكنه أكثر من عرف جنونه فمنذ أن أنهى دراسته وعزم
على أن يتقدم للزواج من منى حتى فوجئ به في أول زيارة لخطبتها ينظر إليه
بغرابة ويسأله
أنت عايز تتجوز منى!
أيوة
فسأله مجددا
وانت عملت إيه في حياتك!
فازداد وجه خالد احمرارا واضطرب كأنه لم يتوقع سؤاله.. حتى رد
عملت إيه في حياتي!.. الحقيقة أنا خريج كلية تجارة جامعة القاهرة.. وحضرتك

عارف إن والدي توفاهما الله وأنا صغير وعايش مع جدي.. ومعفي من جيش..
وحاليا بدور عن وظيفة مناسبة..
فقاطعه 
وتفرق إيه عن غيرك عشان أجوزك بنتي
ثم أنهى المقابلة بالرفض..
اعتقد خالد وقتها أن سبب رفضه للمرة الأولى أنه لم يجد الوظيفة المناسبة
ولكنه تأكد أن السبب ربما يكون غير ذلك تماما حين وجد عملا وتوجه لخطبة
منى مجددا.. حتى قوبل بالرفض للمرة الثانية ونفس سؤال الأب.. ماذا فعلت في
حياتك.. وفيم تختلف عن غيرك.. هذا السؤال الذي لم يجد له إجابة مستوفاة
حتى المرة الثامنة لطلبه الزواج ولم يراع في كل مرة حب خالد لابنته أو حب ابنته
له.. حتى فاض به الكيل في تلك المرة وصاح به
أنا معملتش حاجة في حياتي.. أعمل إيه يعني!!.. عارف إنك حاربت في 73..
شايف إن ده سبب يخليك تذلنا !.. طب انت عايز لبنتك بطل.. قولي أبقى بطل
ازاي.. أروح أحارب في العراق عشان تنبسط !!.. ثم نظر إليه وظهر الڠضب في
عينيه
هتجوز منى يعني هتجوزها.. ڠصب عنك هتجوزها.
البلدة كلها تعرف غرابة أطوار هذا الرجل.. يريد أن يزوج ابنته الوحيدة لشخص
فريد من نوعه.. أي فريد هذا .. لا أحد يعلم.. الكل يعلم أن مصير ابنته العنوسة
لا غير.. طالما أبوها ذلك الرجل.. ومع هذا لم يطرق الاستسلام قلب خالد ولم
يعد بباله سوى هذا الشيء الذي يجعله فريدا من نوعه ويجعله يستحق منى كما
يريد أبوها.. لكن ما هو!.. لا يعلم فلم يجد سوى أن يتوجه بالدعاء إلى الله أن
يأخذ أباها..
رغم أن خالدا كان يتسم بخفة الظل والروح المبهجة إلا أن حبه لمنى ورفض أبيها
الدائم له جعل الحزن وشاحا دائما على وجهه.. حتى لاحظ جده والذي كان
يقترب من عامه الثمانين وكانا يعيشان سويا منذ ۏفاة والدي خالد حزنه الشديد
بعد رفضه تلك المرة واقترب منه وسأله 
انت لسه زعلان.. انت المفروض خلاص اتعودت..
رد خالد
مش متخيل إني أشوفها لحد غيري.. ومش عارف أبوها عايز إيه.. مش عارف إن
زمن المعجزات انتہی..
وانت هتقعد جنبي كده حاطط إيدك على خدك!
طب هعمل إيه
ضحك الجد مداعبا له 
لا.. انت أحسنلك ټدفن نفسك في سرداب..
فلمعت عينا خالد.. وكأنه تذكر شيئا ما
السرداب..
عصير
وأكمل
جدي.. انت فاكر لما كنت صغير وكنت لما أعيط تحكيلي عن قصة السرداب
الموجود تحت بلدنا.. وإنك نزلته من أكثر من خمسين سنة
رد جده مبتسما
أيوة طبعا فاكر لما كنت بټعيط.. تحب أفكرك بأيامك..
ضحك خالد 
لا.. تحكيلي عن السرداب.. ونزولكم له..
فصمت جده متذكرا 
يااه.. دي أيام فاتت من زمن.. كنا أربع شبان بنحب الشقاوة.. وسمعنا كلام كتير
عن كنز موجود في سرداب بيعدي تحت بلدنا.. وإن السرداب ده زمان كان مخزن
كبير للأغنيا وقت أي غزو..
الكل كان عارف إن السرداب موجود فعلا.. بس محدش جرب ينزله

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات