ارض زيكولا1
لأنه مسكون
بالعفاريت وإن اللي هينزله مش هيخرج منه.. بس احنا رمينا الكلام ده ورا ضهرنا..
وقلنا لازم ننزل..
كنا عارفين إن باب السرداب موجود في بيت مهجور في البلد.. وإن هناك صخرة
كبيرة موجودة على الباب ده.. وفي ليلة توكلنا على الله.. ورحنا للبيت ده في السر
وقدرنا نحرك الصخرة وبدأنا ننزل واحد ورا التاني.. ومع كل واحد فينا لمبة جاز..
ما بقينا مش قادرين ناخد نفسنا.. و فجأة انطفت لمبات الجاز كلها في وقت واحد..
وصړخ واحد فينا عفريت.. وبعدها كل واحد خد ديله في سنانه.. ورجعنا جري
على برة.. وركبنا بتخبط في بعضها.. ومن وقتها ومحدش فكر إنه ينزل هناك.
فضحك خالد
بس هتفضل ذكرى حلوة.. كفاية إنكم مخفتوش تنزلوا.. حتى لو أخدتوا ديلكم
متقولش لحد حكاية ديلنا دي..
بعدها عاد خالد إلى حجرته.. وحاول أن ينام ولكنه لم يغمض له جفن.. يفكر
كثيرا فيما أخبره به جده.. هو يعلم أن ما سمعه يبدو أسطورة.. ولكن السرداب
موجود بالفعل وجده لا ېكذب قط.. ثم نظر فجأة إلى الورقة المكتوب بها سبب
رفض والد منى.. أنه يريد شخصا فريدا.. شخصا يرضى جنونه.. وحدث نفسه..
فيها إيه لو نزلت السرداب.. إفرض كان فيه كنز موجود فعلا..
ثم صمت وتحدث لنفسه وكأن شخصا آخر يحدثه
كنز إيه.. ده كلام مجانين.. متنساش إن السرداب مسكون عفاريت وأشباح.. ثم
عاد مجددا
لو كنت جبان يبقى متستحقش منى.. انت عاجبك حياتك كده.. خريج كلية تجارة
وشغلك ملوش أي صلة بالتجارة.. درست أربع سنين عشان تخرج تشتغل في مخزن
بتحب منى إثبت لنفسك ولها إنك بتحبها فعلا..
لو لقيت الكتز ده هتكون أشهر واحد في البلد دي.. لأ في مصر.. لأ في العلم كله..
لو ملقتوش كفاية إنك حاولت..
ثم انتفض من سريره.. وأخرج صورة لمنى.. ونظر إليها قائلا
أنا هنزل السرداب ده.. هنزل مهما حصل.. وإن كان أبوكي مچنون.. فأنا أوقات كتير بكون الجنون نفسه..
حديثه إلى نفسه بصوت عال خارج الحجرة.. حيث وقف جده مجاورا لباب
الحجرة يستمع إلى ما حدث به نفسه.. ورغم هذا لم تبد على وجهه أي دهشة
وكأن ما سمعه من حديثه عن نزوله السرداب أمر لم يمثل له أي اختلاف بل بدا
كأنه أمر توقع حدوثه.. وظل واقفا حتى صمت خالد وأغلقت أنوار حجرته وساد
حفيده..
بعدها غادر متكئا على عصاه إلى حجرته حيث جلس صامتا على أريكته لدقائق
ثم حرك عصاه ليجذب بها صندوقا خشبيا صغيرا بدا عتيقا وفتحه وأخرج منه
ألبوم قديما للصور غطى بالكثير من الأتربة.. وبعدما أزاح عنه الأتربة بدأ يقلب
في صفحاته صفحة تلو الأخرى ويشاهد ما به من صور.. حتى توقف كثيرا عند
إحداها..
في اليوم التالي استيقظ كل من خالد وجده مبكرا كما تعودا دائما فخالد لديه
عمله المبكر وجده لا ينام بعد صلاة الفجر ويظل يقرأ في كتاب الله حتى ينهض
خالد فيتناولا إفطارهما سويا.. والذي تعده لهما فتاة تسكن بجوارهما قد
اعتادت على هذا منذ سنوات.. حتى جلس خالد وكان ينظر إلى جده بين الحين
والآخر وكأنه يريد أن يخبره بشيء.. حتى