ارض زيكولا1
قطع صمته وسأل جده
عبدو كما كان يحب أن يناديه .. انت تقدر تعيش لوحدك
فنظر إليه جده.. وأظهر أنه لا يفقه سؤاله
انت عايز تسافر ولا إيه!
صمت خالد.. ثم نظر إليه مجددا
لو سافرت لفترة قليلة.. تقدر تعيش لوحدك ثم أكمل وكأنه يوضح كلامه
أنا عارف إن كلامي صدمة ليك.. بس انا قررت إني أسيب البلد لفترة.. وأقسم لك
إني هرجع في أسرع وقت.. ومش هتحس بغيابي.. ثم حاول أن يبرر حديثه
خريج كلية التجارة بيشتغل إيه
آه.. شغال في مخزن أدوية..
ابن ابنك شغال شيال في مخزن أدوية.. شيال.. هات الكرتونة دي حطها هنا.. خد
الكرتونة دي وديها هناك..
ثم هم بالوقوف ليغادر.. وقال لجده
هسافر فترة مش طويلة.. ثم الټفت خارجا حتى أوقفته كلمات جده
كانت تلك الكلمات كالصاعقة التي وجهت إلى خالد بعدما اختلق رغبته في السفر
لفترة كي لا يعلم جده بذلك ويظن أنه أصيب بالجنون.. ولم يعلم كيف عرف جده
بنيته.. فنظر إليه مرتبگا
سرداب!.. انت عرفت منين !!.. أقصد سرداب إيه.. وكلام فاضي إيه..
فأكمل جده
انت عاوز تنزل السرداب ليه
صمت خالد.. ثم تحدث محاولا أن يجعل الحديث مزحة
انت ليه مصمم على حكاية السرداب دى.. أنا بقولك أنا هسافر..
أعاد جده سؤاله خالد.. انت عاوز تنزل السرداب ليه
فلم يجد مفرا وأخرج زفيرا طويلا وأجاب
عايز أنزل عشان أثبت لمنى وأبوها إني بطل.. إني مختلف عن غيري..
بس
فأجابه في تعجب
أيوة بس.. وأكمل
ومين عارف يمكن ألاقي الكنز اللي انتوا كنتوا نزلتوا قبل كده عشانه..
فكرر جده سؤاله
بس
أيوة.
فقال جده في جدية
انت مش عايز تنزل عشان كده..
فنظر إليه خالد متعجبا من الجدية التي لم يرها على وجهه من قبل.. حتى أكمل
جده
إفرض إن منى اتجوزت حد تاني هتنزل السرداب ولا لا
فصمت خالد.. و أكمل جده
سبب نزولى ونزول غيرى.. السبب اللي بيجرى في دمنا.. دمى ودمك ودم أبوك..
السبب هو حبنا للمجهول.. حبنا للتمرد.. حبنا لاكتشاف حاجة جديدة.. حبنا
للاختلاف..
وأردف
حكيلك عن السرداب وان
لما كنت صغير كنت بحكيلك عن السرداب وانت بټعيط.. ويمكن كنت بتبص لها
وأحكيلك من تاني عن السرداب.. مجرد حكاية صغيرة عنه وهتنتفض من جواك..
وتابع
ما انت ياما رفضك أبو منى.. وكنت عارف سبب رفضه.. إشمعنى المرة دي اللي
حبيت تكون بطل.. لحد ما جه اليوم ده امبارح وحصل جواك نفس اللي حصل
لأبوك يوم ما حكيت له عن السرداب.. بس الفرق إني عرفت إنك عايز تنزله أما
هو راح فجأة..
فقاطعه خالد
أبويا نزل السرداب!
فأجابه
مش أبوك لوحده.. أبوك وأخد أمك معاه.. كانوا فاكرين إنهم هيروحوا رحلة
صغيرة ويرجعوا.. عشان كده سابوك وانت ابن سنتين.. وقالوا راجعين بعد أيام..
لكن الأيام بقت شهور والشہور بقت سنين والسنين فاتت ومرجعوش.. والبلد
كلها عرفت إنهم ماتوا في حاډثة.. والكل شكر ربنا إنك مكنتش معاهم ونجيت من
الحاډثة دي.. لكن الحقيقة إنهم نزلوا السرداب.
ثم تنهد وأكمل
عمري ما أنبتهم على كده.. بقول لنفسي ما انت كمان نزلت السرداب وكنت فخور
بنفسك.. بس الفرق