ارض زيكولا1
انت في الصفحة 9 من 9 صفحات
درجات سلم.. ولم يستطع السيطرة
على جسده على الإطلاق.. يرتطم بين الحين والآخر.. ويزداد سقوطه أكثر وأكثر..
ثم هدأ ارتطامه قليلا حتى توقف.. وقد فتح عينيه ليجد نفسه في مكان مختلف
تماما..
فتح خالد عينيه.. فوجد نفسه ملقى على إحدى درجات السلم العريضة.. وقد
انتعش صدره بالهواء کأنه ارتوى ببئر ماء بعد ظمأ شديد.. وزاد سروره حين وجد
نفسه يرى كل شيء دون الاستعانة بمصباحه وقد زال ظلام النفق.. حتى وقف على
قدميه وصړخ
أنا في سرداب فوريك.. أنا في سرداب فوريك..
بعدها نظر إلى أسفل حيث لم ينته السلم بعد.. وأسرع إلى أسفل يخطو درجاته في
قبل أن يختفي البدر.. ويتحدث إلى نفسه أن كل ما ذكره الكتاب حتى الآن قد
وجده.. الهواء موجود بالفعل وإضاءة البدر تنير له طريقه وكأنها جمعت لتزداد
قوة إضاءتها داخل السرداب.. يالها من براعة هندسية.. ولكن ظل سؤاله إلى
نفسه ماذا اكتشف صاحب الكتاب!.. حتى انتهى السلم.. ووصل إلى نهايته
فوجد نفسه في السرداب..
وجد خالد نفسه أمام نفق كبير أكبر كثيرا من النفق الذي مر به سابقا.. فارتفاعه
يقترب من العشرة أمتار.. واتساعه يبلغ مثل ارتفاعه.. حتى سار به وينظر إلى
يكتب بعض السطور عما يراه.. ويتقدم أكثر وأكثر ويسأل نفسه كيف يوجد
هذا السرداب الضخم أسفل بلده ولا يعلم عنه سوى صاحب الكتاب المجهول
وبعض الأشخاص الذين لن يصدقهم أحد!!.. إنه قد يكون أعظم اكتشاف
بالعصر الحديث.. وقد يجعل من بلده مزارا سياحيا.. يبدو أن الكاتب قصد
باكتشافه السرداب نفسه.. ويسير منبهرا ويتقدم.. ويضحك بهستيرية لقد انتهى
الألم.. لعله يجد أحد الكنوز الآن..
يبحث في كل جوانب السرداب.. لا يريد أن يترك شبرا واحدا يفوته.. حتى ارتطمت
قدماه بشيء ما.. وما إن نظر إليه حتى انتفض قلبه حين وجده هيكلا عظميا لأحد الأشخاص.. وقد كانت المرة الأولى التي يرى فيها مثل هذا الهيكل لكنها لم تكن
ر.. حتى بدأ الخۏف يتسرب إلى قلبه.. وكأن تلك
الهياكل تتحدث إليه بأنها مصير كل من دخل هذا السرداب.. ودار بخلده أن يكون
أحدها لأبيه أو أمه.. وتمنى أن تكون الحقيقة غير ذلك..
بعدها شعر أن الإضاءة تقل شيئا فشيئا من خلفه.. فنظر إلى ساعة يده فوجدها
قاربت الخامسة فجرا.. وعلم أن البدر قد بدأ في زواله.. ولا يعلم ماذا سيحدث
بعد ذلك.. ما ذكره الكتاب أن السرداب يظل مضاء وقت وجود البدر.. ولم يذكر
شيئا آخر حتى مر قليل من الوقت.. وتلاشت معه إضاءة السرداب تدريجيا.. فلم
السرداب لشخص تبدو على ملامحه الثراء.. فتحدث إليه مبتسما
أكيد انت فوريك.. أحب أعرفك بنفسي.. أنا خالد حسني مكتشف سردابك
العظيم.. واللي بسببك هيعيش أحلى أيام حياته..
ثم أخرج هاتفه ليلتقط له صورة.. وما إن التقطها حتى شعر بهزة عڼيفة تحت
قدميه كادت تسقطه فالټفت جانبا ليجد جدران السرداب ټنهار بعيدا في طريقها
إليه ويقترب منه الاڼهيار بشدة فعاد بظہرہ للخلف بضع خطوات.. بعدها لم يجد
أمامه
سوی أن يلتف بجسده ويجري للأمام..
يجري خالد سريعا واڼهيار الجدران يسرع خلفه كأنه فريسة يلاحقها أسد مفترس..
لا يصدق عينيه.. يشعر بأنه في حلم ما ويسرع.. وتسمع أذناه صوت ارتطام
صخور الجدران الضخمة.. لو أصابته صخرة واحدة لقټلته.. حتى سقطت حقيبة
كتفه وما بها فلم يعبأ بذلك.. وواصل عدوه.. تساعده قدماه الطويلتان وخطواته
الواسعة.. ويجري إلى حيث لا يعرف..
يجري إلى المجهول.. وېصرخ بداخل نفسه..